نسرين العسال
نسرين العسال


نسرين العسال تكتب:  التجلي الأعظم والكنز الذى سقط سهوا"  !!!

بوابة أخبار اليوم

السبت، 25 ديسمبر 2021 - 03:25 م

مما لاشك فيه أن القطاع السياحى، يشكل مصدرا قويا بل عظيما من الدخل القومي، لأن الرهان على السياحة كالرهان على الحصان الرابح ،الذي لا يخسر أبدا فأول ما تفكر فيه أى دولة لإنعاش الحالة الاقتصادية ،هو كيفية تنمية هذا القطاع أولا ،ثم يليه فى الإهتمام  كافة القطاعات الأخرى ،ولكن أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن ،فقد جاءت جائحة كورونا ، لتغير مسارات العالم بأكملها فى تنفيذ الخطط  التنموية والاقتصادية، والتى نتج عنها غلق كامل للموانئ والمطارات، مما أدى إلى تعطيل سفينة الحياة بعض الشيء، لكن تواجد تحدى كبير من قبل بعض الدول فى مواجهة الجائحة، كان له دورا كبيرا ، إلى حد أن أستطاعت بالفعل تلك الدول تحريك المياه الراكدة ،من خلال إعادة تخطيط مرة أخرى لمواكبة ما نتج عن خسائر جراء إنتشار فيروس كورونا .

خاصة أن كافة الدول لاتعلم ،متى سوف تنتهى هذة الجائحة؟! لذلك تطلب الأمر من قبل الدول، بأن يكون هناك حلول جذرية سريعة للتحرك ، تستطيع من خلالها النهوض مرة أخرى  .

 فإذا تحدثت عن مصر فى هذا الشأن بالتحديد ،أستطيع أن أقول أن هناك أهتماما بشكل كبير  من القيادة السياسية ،تجاه بعض الأماكن والمناطق السياحية، بل والعمل على إعادة هيكلتها لتصبح صورة مشرفة، تجعلها أرض خصبة جاذبة للسياح.

 إلى أن جاء مشروع "التجلي الأعظم" الذى يندرج تحت المشروعات التي تقوم بها الدولة، لتطويرها من ضمن أماكن أخرى عديدة .

ينفذ هذا المشروع فى جنوب سيناء فوق أرض السلام بسانت كاترين بهدف إنشاء المزار الروحاني، حيث أنه المكان الذي تجلى الله سبحانه وتعالى ،لسيدنا موسى عليه السلام كما أن حُسن أختيار هذا المكان لتطويره ، سيساهم فى أن يجعل من هذة الأرض، مقصدا" للسياحة الروحانية والعلاجية والثقافية .

كما جاء ضمن مشروع التجلى الأعظم ،توفير خدمات سياحية وترفيهية للسائحين، ليخرج هذا المشروع فى أفضل صورة متكامله ،وواجهة تعكس حضارة مصر فى المجتمع الدولى أيضا .

وهذا  لايأتي إلا من خلال التسويق الجيد ، لمشروع التجلي الأعظم عند الإنتهاء من كافة أعمال التطوير.

  من وجهة نظرى إتجاه الدولة لهذة المنطقة ،وتطوير هذا المشروع بالشكل الذي يليق به مصر ،  لا خلاف عليه ويعتبر رؤية صائبة ،ولكن السؤال لماذا إهتمام وخطط الدولة تنصب جميعها، جهة جنوب أو شمال سيناء ؟؟! بالرغم من أن عند البحث فى خريطة مصر، سنجد العديد من الأماكن السياحية المتعددة  ، لأن مصر تتمتع بمناطق أخرى ذات أهمية سياحية ، كالروحانية والعلاجية والثقافية والدينية وغيرها، وجميعها أماكن ذات منارة سياحية فائقة .

 فى هذا الإطار دفعنى الحديث عن محافظة الوادى الجديد ،للتركيز  على  أهميتها ومكانتها على الخريطة السياحية فى مصر ،والتى تعتبر من المحافظات التى لايتم أستغلالها على الوجه الأمثل ، وعلى الرغم من ذلك أرى قصور من ناحية الدولة تجاهها ،خاصة  فيما يتعلق بكونها منطقة سياحية بجدارة مكتملة الأركان  .

فقد حظيت  بزيارة محافظة الوادى الجديد، مرة واحده منذ أن كان اللواء محمود خليفه محافظا لها ،حيث تقابلت معه  لإجراء حوار صحفى ،نشر بجريدة الأخبار المسائي آنذاك . تناولنا فيه كافة مناحى الحياه على أرض الوادى الجديد ،من الناحيه التنموية والأثرية والتعليمية، و قمنا بالتركيز على المشروعات التى من الممكن أن تقام عليها، ثم أسترسل بنا الحديث عن محافظة الوادى الجديد إلى حد أننا وجدنا أنها كنز مصر المدفون.

وعلى الرغم من أن محافظة الوادى الجديد ،تعد من أكبر محافظات مصر وذلك لإحتضانها العديد من المعابد والتماثيل ،و بعض الكنائس والقرى المدفون برمالها، بعض المعابد عليها نقوش، تمثل الموت والتحنيط والبعث فهى تتميز بوجود آثار تمثل جميع العصور التاريخية بالإضافة إلى ،جمال الطبيعة والجو النقى الصحى المشمس ،حيث أنها تتميز  بأعلى نسبة سطوع للشمس في العالم على مدار العام ،والتى يمكن أستغلالها  كمصدر للطاقة المتجددة وهذا ليس فقط ؟! بل تعتبر من أهم المقاصد السياحية فى مصر ،فتعتبر مصدراً هاماً من مصادر السياحة العلاجية، من خلال  تنوع مصادرها عبر واحاتها الخمسة: ( الخارجة والداخلة والفرافرة وبلاط وباريس )  حيث تحتوى على العديد من الآبار الكبريتية ، التى تعتبر مقصدا لمرضى الأمراض الجلدية والعظام ثم الدفن بالرمال وكهف الملح ، و جميعها مقومات سياحية هامة بل تعد أعمدة هامة ترتكز عليها محافظة الوادى الجديد.

 وختاما أتمنى نظرة موضوعية من قبل الدولة  تجاه محافظة الوادى الجديد التى أعتبرها  كنزا" - من كنوز مصر الدفينة - والعمل فى البدء على الترويج لها  أعلاميا" و سياحيا" لأنها بالفعل قد سقطت سهوا من الخريطة  السياحية .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة